
أكد وزير التربية، نور الدين النوري، أن إصلاح المؤسسات التربوية لا يمكن أن يتحقق في فترة قصيرة، بل يتطلب خطة استراتيجية تمتد على ثلاث إلى أربع سنوات على الأقل، تشمل تدخلات سنوية مدروسة تضمن صيانة شاملة ودورية لكافة المدارس والمعاهد.
وأوضح خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب أن الوزارة تتعامل مع الوضع بواقعية ومسؤولية، مدركة لحجم التراكمات الناتجة عن سنوات طويلة من الإهمال، لكنها ترفض التهويل أو النظرة التشاؤمية. وشدد على أن الهدف هو تحقيق الاستدامة في البنية التحتية وضمان فضاءات تعليمية تليق بالتلاميذ والمربين.
تدخلات متواصلة رغم التحديات
بيّن الوزير أن الوزارة تنفذ أكثر من ألف تدخل سنوي، بين مشاريع صيانة كبرى وأشغال جزئية، حسب خصوصية كل مؤسسة، مضيفًا أن وتيرة هذه التدخلات ستتسارع في المرحلة القادمة رغم ما تواجهه من صعوبات وعراقيل.
وشدد على أن وزارة التربية تعمل من أجل تجسيد شعار “مدرسة عمومية جاذبة”، تُوفر بيئة تعليمية آمنة، جاذبة ومحفّزة، وتحترم كرامة المربين والتلاميذ على حد سواء.
معاينات ميدانية وتشخيص واقعي
أشار النوري إلى أنه قام بزيارات ميدانية شملت أغلب ولايات الجمهورية، ووقف على تفاوت واضح في وضعية المؤسسات التربوية: منها ما يحتاج إلى تدخل عاجل، وأخرى في وضع مقبول يمكن تأجيل صيانتها، وأكد على ضرورة التعاطي مع هذا الواقع بروح من المسؤولية، دون تعميم أو تضخيم.
كما أكد أن الهياكل المركزية والمندوبيات الجهوية تواصل العمل باستمرار لمعالجة الإشكالات، مضيفًا أنه لا يتردد في التدخل كلما استدعى الأمر لضمان السلامة داخل الفضاءات التربوية.
استعدادات مكثفة للعودة المدرسية
في ما يخص السنة الدراسية القادمة، أوضح الوزير أن الاستعدادات انطلقت فور انتهاء الامتحانات الوطنية، حيث تم توجيه تعليمات إلى المندوبيات الجهوية بعدم اعتبار العطلة الصيفية فترة راحة، بل فرصة لتأهيل المدارس ومكافحة التدهور الناتج عن الإهمال أو التخريب.
وأكد أن المتابعة ستكون حثيثة على المستويات المركزية والجهوية والمحلية لضمان جاهزية المؤسسات مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة.
تجهيزات حديثة ورؤية رقمية
أما في ما يخص التجهيزات، فبيّن النوري أن الوزارة تعتمد على مقاربة علمية دقيقة لتحديد حاجيات المؤسسات، وتزويدها بالمستلزمات الضرورية من حيث الجانب الجمالي والوظيفي.
وكشف أن 17 مندوبية جهوية تسلمت بالفعل مخابر إعلامية متطورة، بمعدل مخبر واحد على الأقل لكل معهد وإعدادية، في انتظار استكمال التوزيع على بقية الجهات، مع التوجه نحو دعم المدارس الابتدائية أيضًا.
وختم الوزير بالتأكيد على أن الوزارة تعمل على إدماج جميع المؤسسات التربوية في منظومة التعليم العصري، ضمن رؤية شاملة للتحول الرقمي في المجال التربوي، بهدف الارتقاء بجودة التعليم العمومي وجعله أكثر حداثة وجاذبية