
في إعلان مفاجئ ومثير للجدل، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، صباح اليوم الاثنين، عن توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، من المقرر أن يبدأ تنفيذه خلال ست ساعات، حسب تعبيره.
وقال ترامب، عبر منشور رسمي على منصته “تروث سوشيال”، إن الاتفاق يقضي بوقف كامل للأعمال القتالية بين الجانبين، واصفًا الخطوة بأنها “نقطة تحول تاريخية” في صراع إقليمي كان مهددًا بالتصعيد إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار ترامب إلى أن إيران ستبدأ بوقف إطلاق النار اعتبارًا من الساعة الرابعة فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش، بينما ستلتحق إسرائيل بهذه الخطوة بعد مرور 12 ساعة. وأوضح أن هذا الترتيب الزمني “تم التوافق عليه لضمان جدية الأطراف وإعادة بناء الثقة خطوة بخطوة”.
وأضاف ترامب:”إذا صمد الاتفاق خلال هذه الساعات الحرجة، فإننا سنعتبر أن الحرب قد انتهت بالكامل، وستكون الساعة الرابعة فجر الأربعاء لحظة إعلان النهاية الرسمية لحرب الأيام الـ12″.
في رسالة اعتبرها البعض ذات طابع ديني وسياسي معًا، قال ترامب:”حفظ الله إسرائيل وإيران”، مشيدًا بما اعتبره “قدرة الطرفين على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء نزاع خطير كاد أن يدمّر الشرق الأوسط بأسره”.
ووجّه ترامب تهنئة مباشرة إلى كل من القيادة الإسرائيلية والإيرانية، مؤكدًا أن ما تحقق “كان نتيجة عمل دبلوماسي حثيث وحرص مشترك على تجنّب سيناريوهات كارثية كان يمكن أن تستمر لسنوات”.
الجدير بالذكر أن هذا الإعلان يأتي بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري المتبادل بين الطرفين، والذي شمل ضربات صاروخية واسعة، وهجمات سيبرانية، وتحشيدًا عسكريًا غير مسبوق في المنطقة.
هل الاتفاق دائم؟
ورغم الترحيب الواسع بهذا الإعلان، إلا أن كثيرين يرون أنه اتفاق هش يعتمد على التزام الأطراف وتدخلات خارجية (خصوصًا من واشنطن)، وسط غياب ضمانات دولية واضحة حتى الآن.
وقد يُنظر لهذا التحرك كمحاولة من ترامب لـ”استعادة الأضواء” في الشأن الدولي، وتعزيز حضوره السياسي وسط حملته الرئاسية لعام 2024–2025، خصوصًا أن إدارته السابقة لم تكن معروفة بانخراطها الفعّال في جهود التهدئة مع إيران.
لماذا قبلت طهران وتل أبيب؟
ويرجّح محللون أن الضغط الاقتصادي والتكلفة البشرية والسياسية المرتفعة على الطرفين، إضافة إلى ضغوط من دول الخليج والاتحاد الأوروبي، لعبت دورًا حاسمًا في فرض التهدئة كخيار لا مفر منه.
ماذا بعد؟
إذا تم تثبيت وقف إطلاق النار، فقد نشهد مرحلة جديدة من التفاوض غير المباشر عبر وسطاء، مع تركيز على الملف النووي الإيراني ووجود إسرائيل الأمني في المنطقة. ومع ذلك، فإن أي حادث ميداني صغير قد يفجّر الوضع من جديد.