تفجير انتحاري في كنيسة مار إلياس بدمشق يخلّف 19 قتيلاً.. و”داعش” يتبنى

أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء الأحد 22 جوان 2025، عن مقتل 19 شخصًا جراء تفجير إرهابي انتحاري استهدف كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في العاصمة دمشق، في هجوم هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن “انتحاريًا تابعًا لتنظيم داعش الإرهابي اقتحم كنيسة القديس مار إلياس، حيث أطلق النار على المتواجدين قبل أن يفجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة”.
وأضافت أن قوات الأمن الداخلي فرضت طوقًا أمنيًا في محيط الكنيسة، وتعمل على تمشيط المنطقة بالكامل، في حين تواصل سيارات الإسعاف نقل الجرحى والضحايا إلى المستشفيات القريبة.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن فرق الإنقاذ والطوارئ هرعت إلى موقع التفجير فور وقوعه، فيما يشهد الحي حالة استنفار أمني واسع لتأمين المنطقة ومنع أي هجمات محتملة أخرى.
ويُعد هذا التفجير الإرهابي الأول من نوعه في سوريا بعد التحول السياسي الأخير في البلاد، ما يثير مخاوف من عودة التنظيمات المسلحة لاستهداف المناطق المدنية، خاصةً دور العبادة.
يأتي هذا التفجير الإرهابي في وقت حرج تعيش فيه سوريا مرحلة انتقالية، بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وما تبعه من فراغ أمني جزئي في بعض المناطق، خصوصًا في العاصمة ومحيطها. ويرى مراقبون أن هذا الفراغ قد وفّر فرصة لتنظيم “داعش” لإعادة ترتيب صفوفه، وتنفيذ عمليات نوعية تهدف إلى زرع الفوضى وإرباك السلطات الجديدة.

وعلى الرغم من تراجع نشاط التنظيم بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إلا أن الهجمات الانتحارية ضد أهداف مدنية ودينية تُعد جزءًا من تكتيكاته القديمة لاستعادة النفوذ الإعلامي والسياسي، وبثّ الرعب في نفوس السكان، خاصة في مناطق ذات رمزية دينية كحي الدويلعة.
ويرى محللون أن استهداف كنيسة مار إلياس لا يحمل فقط بعدًا طائفيًا، بل يحمل أيضًا رسائل سياسية تهدف إلى التشكيك في قدرة الحكومة الانتقالية على بسط الأمن والاستقرار، في وقت تسعى فيه دمشق إلى استعادة الثقة المحلية والدولية.
وتُطرح تساؤلات ملحّة حول جاهزية الأجهزة الأمنية، ومدى وجود خلايا نائمة للتنظيم داخل العاصمة، وسط دعوات لتسريع الإصلاحات الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب.