
لم يكن عرض سان ليفانت على ركح المسرح الأثري بقرطاج سوى سقوط مدوٍّ في فخّ الفوضى الفنية والاستعراض المجاني، أقرب ما يكون إلى “عرس على سطح”، حيث تاهت الموسيقى وسط مشاهد عبثية وأداء هزيل، أساء للمكان قبل الجمهور.
فوضى استعراضية بلا روح
العرض افتقر إلى الانسجام على جميع المستويات. موسيقى صاخبة بلا هوية، لوحات استعراضية مُفتعلة وموغلة في الابتذال، وصوت محدود القدرات يستخفّ بقيمة الركح الذي يقف عليه. لم يكن ما قُدّم يرقى إلى مستوى مهرجان بحجم قرطاج، بل بدا أقرب إلى حفلات الملاهي الليلية أو المهرجانات التجارية، لا إلى تظاهرة ثقافية عريقة.
إقصاء ممنهج للفنانين التونسيين وإهدار للعملة الصعبة
في مقابل فتح الأبواب أمام عروض محدودة القيمة ومرتفعة التكلفة، ما تزال ملفات العديد من الفنانين التونسيين تُرفض بلا تبرير، في مفارقة مؤلمة تعكس غياب رؤية ثقافية واضحة لدى الهيئة المديرة للمهرجان. فبدل دعم الطاقات المحلية، يتم تبديد العملة الصعبة على عروض لا تحمل أيّ إضافة للمشهد الفني الوطني.
دعوة لمراجعة الخيارات والضوابط
حفلة سان ليفانت كانت، بلا مبالغة، نقطة سوداء في سجلّ هذه الدورة من مهرجان قرطاج. وعلى وزارة الثقافة أن تتدخّل عاجلًا لمراجعة المعايير التي يتم على أساسها اختيار المشاركين، حماية لسمعة المهرجان وحفاظًا على قيمته التاريخية والثقافية.
أميرة الشارني