ميناء هاينان للتجارة الحرة يعزز انفتاح الصين
في عام 2020، انطلقت رسميا أعمال بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة، والذي يسعى لأن يكون نموذجا عالميا لأعلى مستويات الانفتاح الاقتصادي. وبحلول عيد الربيع لعام 2024، شهدت هاينان طفرة غير مسبوقة في عدد السياح، ما عكس الزخم المتزايد لهذا المشروع الطموح.
وقد ساهمت التعديلات التسع المتتالية على سياسة التسوق المعفى من الضرائب للمغادرين من الجزيرة، في رفع حجم المبيعات بشكل لافت؛ إذ سجلت متاجر الأسواق الحرة في هاينان ما يقارب 2.5 مليار يوان خلال عطلة العيد التي استمرت سبعة أيام فقط. ومن “الشراء من الخارج” إلى “الشراء من هاينان”، باتت الجزيرة تتحول تدريجيا إلى أكبر سوق معفاة من الضرائب في العالم.ومع تدفق الزوار، توافدت أيضا قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والبحث العلمي إلى الجزيرة. حيث استقطبت هاينان عددا من المناطق التجريبية الرائدة، مثل منطقة الابتكار في التعليم الدولي، ومنطقة السياحة الطبية الدولية، والمنطقة الشاملة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، إلى جانب منصات علمية وتقنية.وتعد هذه الخطوات ركيزة رئيسية في بناء الميناء الحر، الذي يراهن على قطاعات: السياحة، والخدمات الحديثة، والتكنولوجيا المتقدمة، والزراعة الاستوائية عالية الكفاءة، لدعم بنيته الاقتصادية الشاملة.وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي قيمة تجارة السلع في هاينان بلغ نحو 277.65 مليار يوان في عام 2024، بزيادة سنوية قدرها 20%. كما تجاوزت قيمة الصادرات لأول مرة حاجز الـ100 مليار يوان. وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري فقط، سجلت تجارة السلع في المقاطعة 80.902 مليار يوان.وأكد لوه يوي تسه، نائب مدير قسم البحوث الاقتصادية الخارجية بمركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة، أن أبرز مظاهر الانفتاح المتقدم في ميناء هاينان للتجارة الحرة تتمثل في قدرته على استضافة أنشطة غير مسموح بها في مناطق أخرى. فعلى سبيل المثال، يسمح للجامعات الأجنبية بتأسيس فروع مستقلة، كما يمكن استيراد الأدوية المبتكرة وتجريبها محليا، إلى جانب أنشطة أخرى مسموح بها في عموم الصين، لكن ممارستها في هاينان تتم ضمن بيئة أكثر مرونة وتفضيلا.ومع تعمّق تنفيذ السياسات الجوهرية لميناء هاينان للتجارة الحرة، من المتوقع أن تصبح التجارة أكثر حرية وسلاسة، وأن يستفيد عدد أكبر من الشركات والمواطنين من هذه السياسات التحفيزية.