
كشف مركز “ناجية” للاستماع ومرافقة النساء ضحايا العنف الجنسي، التابع لجمعية “أصوات نساء”، في تقريره السداسي لسنة 2025 عن مؤشرات مقلقة تؤكد استمرار تفشي العنف المسلّط على النساء في تونس.
وبحسب التقرير، الذي شمل الفترة الممتدة من جانفي إلى جوان 2025، استقبل المركز 160 امرأة طلبن المساعدة القانونية والنفسية والاجتماعية. وأظهرت البيانات أنّ 51% من الضحايا كنّ من العازبات، و32% من المتزوجات، فيما مثّلت الأرامل والمطلقات نسبة 17%. ويعكس هذا التوزيع تغيّرًا في الفئات الأكثر عرضة للعنف مقارنة بالسنة الماضية، حيث كانت المتزوجات يشكلن النسبة الأكبر (46%) مقابل 42% من العازبات.
أما أشكال العنف، فقد تصدّر العنف النفسي القائمة بنسبة 32%، يليه العنف الجسدي بـ28%، ثم العنف الجنسي بـ16% من الحالات الموثّقة. وأشار التقرير إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة العنف الجنسي مقارنة بسنة 2023 التي لم تتجاوز خلالها 5%، ما يعكس تفاقمًا خطيرًا في هذا النوع من الانتهاكات، خاصة داخل إطار العنف الزوجي الذي يشهد منحى تصاعديًا مقلقًا.
وفي سياق متصل، ذكّرت المعطيات بدراسة وطنية أنجزها المعهد الوطني للإحصاء سنة 2022، والتي أفادت بأن 84.7% من النساء التونسيات تعرضن لشكل من أشكال العنف منذ سن الخامسة عشرة، فيما أكدت 57.1% منهن تعرضهن للعنف خلال سنة واحدة فقط (2021). وأوضحت الدراسة أن العنف النفسي واللفظي هو الأكثر شيوعًا، يليه العنف الجنسي بنسبة 15.6%، ثم الاقتصادي بـ11.4% والجسدي بـ5.3%، مع تسجيل 14.4% من حالات العنف عبر الإنترنت.
وأكد مركز “ناجية” أنّ هذه الأرقام الصادمة تستوجب مضاعفة الجهود لتعزيز آليات الحماية وتطوير السياسات العمومية لمناهضة العنف ضد النساء، داعيًا إلى ضمان عدم الإفلات من العقاب وترسيخ ثقافة المساواة.
ويُعد المركز فضاءً رائدًا في تونس يوفر للنساء الناجيات من العنف الجنسي خدمات متكاملة تشمل الاستماع والمرافقة القانونية والنفسية والاجتماعية في بيئة آمنة. كما يضطلع بدور أساسي في توثيق الانتهاكات ونشر الإحصاءات، بما يساهم في الدفع نحو سياسات أكثر نجاعة لحماية النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية.