
في حادثة أثارت استياءً واسعاً، تعرضت تلميذة تدعى “كلمات”، وهي ابنة الشاعر الراحل الصغير أولاد حمد، إلى اعتداء جسدي داخل أحد المعاهد الثانوية بمدينة رادس خلال شهر أفريل الماضي. وقد تم الاعتداء عليها من قبل ثلاث نساء، من بينهنّ زميلتها في القسم ووالدة هذه الأخيرة، بالإضافة إلى امرأة ثالثة مجهولة الهوية. وتمكّنت المعتديات من دخول المؤسسة التربوية دون ترخيص، مما أثار تساؤلات عديدة حول مستوى التأمين داخل الفضاءات المدرسية.

وفق ما ورد في تدوينة نشرتها والدة التلميذة على حسابها الشخصي بموقع “فايسبوك”، فقد تلقت اتصالاً من إدارة المعهد تدعوها للحضور على وجه السرعة. ولدى وصولها، فوجئت بالحالة الجسدية والنفسية المتدهورة لابنتها، التي كانت تعاني من جروح وكدمات على وجهها وسائر جسدها، نتيجة الاعتداء.

شهود عيان من زملاء التلميذة أكدوا أن الحادثة وقعت أمام مرأى ومسمع عدد من الحاضرين، مما استدعى تدخّل البعض لوقف الاعتداء، وسط حالة من الذهول داخل المؤسسة.
وقد أعربت والدة “كلمات” عن استيائها من تعامل إدارة المعهد مع الواقعة، مشيرة إلى ما وصفته بـ”تخاذل” في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث لم تتمكن حتى من الاطلاع على تسجيلات الكاميرات التي قد توثق تفاصيل الحادثة، وهو ما اعتبرته محاولة لطمس الحقيقة.

عقب ذلك، تقدمت العائلة بشكوى رسمية، وفتحت وحدة الحرس الوطني ببن عروس تحقيقاً في الغرض. وبعد نحو ثلاثة أشهر من وقوع الاعتداء، أُصدرت بطاقة تفتيش بحقّ النساء الثلاث المتورطات، وهنّ حالياً في حالة فرار.
كما دعت والدة التلميذة الجهات الأمنية إلى التعامل بموضوعية وحياد مع القضية، خاصة في ظل معلومات تُفيد بأن للمشتبه فيهنّ صلة قرابة بأحد أفراد الأمن.
الاعتداء الذي طال التلميذة “كلمات” أعاد إلى الواجهة مسألة العنف داخل المؤسسات التربوية، وأثار مخاوف بشأن سلامة التلاميذ، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتشديد الرقابة الأمنية داخل المدارس، وردع كل من يثبت تورطه في مثل هذه الأفعال التي تُعد خرقاً خطيراً لحرمة الفضاء التربوي.

هذا ويُطالب عدد من الأولياء والمجتمع المدني وزارة التربية باتخاذ إجراءات صارمة لضمان حماية التلاميذ وتعزيز الأمن داخل المؤسسات التربوية، بما يضمن بيئة تعليمية آمنة ومحترمة لجميع المتدخلين.
أميرة الشارني