
أثار مقطع فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه الرابران التونسيان “لايا” و”بوسعادة”، موجة من التنديد والاستياء، لما تضمنه من محتوى اعتُبر صادمًا ومهينًا لقيم المجتمع، مع توجّهاته الخطيرة نحو تمجيد العنف والانحراف الأخلاقي واستهداف فئة المراهقين.
وفي هذا السياق، دعا المحامي هادي الحمدوني النيابة العمومية بسوسة إلى التحرّك العاجل وفتح تحقيق جزائي، مشيرًا إلى أن الفيديو قد يتضمن شبهات جنائية تخضع لمقتضيات مجلة الاتصال، المرسوم 54، وأحكام المجلة الجزائية، بما يقتضي مساءلة قانونية فعلية لا تقتصر على التنديد فقط.
خطر التهاون… وتكرار الانفلات
وحذّر الحمدوني من أن التساهل مع مثل هذه الوقائع قد يفتح الباب أمام تطبيع خطير مع الانحراف والتمرد على القوانين، مؤكدًا أن “صمت الدولة سيُفهم كضوء أخضر لمزيد من التجاوزات، وقد نجد أنفسنا أمام انفلات أخلاقي جماعي يصعب تطويقه لاحقًا”.
كما اعتبر أن ما يُسمّى بمشهد “الراب” في تونس تحوّل في جزء كبير منه إلى فضاء عشوائي تتحرك فيه فصائل تستغل الفن كغطاء لبثّ رسائل العنف، التحريض على المخدرات، والانحراف بالقُصّر، مؤكدًا أن “الأمر لم يعد ظاهرة ثقافية، بل مخطط متكامل لضرب القيم المجتمعية واستهداف الجيل القادم”.
الحاجة إلى دور توعوي ورقابي فاعل
ودعا الحمدوني إلى مضاعفة الجهود التوعوية والرقابية، خاصة من قبل الأولياء، والوسط التربوي، والإعلام، من أجل مواجهة هذه الظواهر، مؤكدًا أن “المعركة اليوم ليست فقط قانونية، بل هي أيضًا معركة وعي وبناء ثقافي، تتطلب تضافر كل الجهود لوقف هذا الانحدار الأخلاقي الذي يتسلل إلى عقول الناشئة عبر منصات غير خاضعة لأي رقابة جادة”.