دوليالرئيسيةتحليلات

هل منح الضوء الأخضر الأمريكي غطاءً للهجوم الإسرائيلي على قطر؟

في تطور خطير يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، اعتبر الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن صمت البيت الأبيض حيال قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة في العاصمة القطرية لا يعني الحياد أو الرفض، بل يشير إلى أن العملية تمت بتنسيق مباشر وبموافقة ضمنية من واشنطن.
وأوضح عاشور في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن العملية تمثل عقابًا إسرائيليًا مباشرًا على ما جرى من إصابة عشرات الإسرائيليين في أحداث سابقة، مؤكدًا أن هذا النوع من الردود يعكس إرادة سياسية لإعادة ضبط قواعد الاشتباك في المنطقة.

رؤيتان متباينتان للعملية

ويرى عاشور أن تقييم هذه العملية سيخضع لقراءتين متناقضتين:

  • وجهة النظر العربية، التي ستعتبر القصف جريمة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، خاصة وأنه استهدف دولة ذات سيادة.
  • الرؤية الإسرائيلية والأمريكية والغربية، التي ستبرر الهجوم باعتباره دفاعًا مشروعًا عن النفس ضد ما تصفه بـ”منظمة إرهابية”، في إشارة إلى حركة حماس، حتى وإن تم ذلك على أراضي دولة أجنبية.

وأكد أن إسرائيل تسعى دائمًا إلى تصوير استهداف قادة الحركة على أنه إجراء أمني لحماية أمن وبقاء شعبها، ما يمنحها غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا في الغرب.

إضعاف حماس وتغيير قواعد الوساطة

وشدد عاشور على أن العملية تحمل رسائل سياسية عميقة، أهمها إضعاف مكانة حماس في أي مفاوضات مقبلة، خصوصًا مع تجميد قطر لجهود الوساطة في الفترة الأخيرة.
كما تهدف إسرائيل، بحسب تحليله، إلى ردع دول عربية وشرق أوسطية عن استضافة قيادات الحركة أو فتح قنوات دعم أو تفاوض معهم، خشية تحمل تبعات أمنية وسياسية مشابهة لما تواجهه الدوحة الآن.

وأشار إلى أن إسرائيل أرادت عبر هذا التصعيد توجيه رسالتين واضحتين لقطر:

  1. رسالة أمنية مفادها أن أجهزتها الاستخبارية قادرة على اختراق أراضي أكثر من دولة وتنفيذ عمليات نوعية.
  2. رسالة سياسية تحذر أي دولة من لعب دور الوسيط بين حماس وأطراف إقليمية أو دولية، بما يضعف دور الحركة ويحد من قدرتها على المناورة.

تضامن أمني قبل أن يكون سياسيًا

ولفت عاشور إلى أن التضامن العربي مع قطر في هذه اللحظة لم يعد خيارًا سياسيًا فحسب، بل أصبح ضرورة أمنية، إذ إن انتهاك سيادة الدول العربية يجري تبريره في الغرب تحت شعار “الدفاع الشرعي عن النفس”.
كما حذر من أن الاستغلال الإسرائيلي لتصنيف حماس كمنظمة إرهابية سيظل ورقة رابحة في يد تل أبيب، ما يفرض على الدول العربية، وفق رأيه، تبني فصيل فلسطيني جديد قادر على تمثيل القضية وتحمل المسؤولية السياسية عن قراراتها ومواقفها في المحافل الدولية.

وبهذا، يضع الهجوم الأخير المنطقة أمام منعطف حساس، حيث يتجاوز الأمر مجرد استهداف حركة سياسية، ليصل إلى إعادة رسم قواعد التفاوض والوساطة، وربما تحديد مستقبل الدور القطري والإقليمي في الملف الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى