

بقلم محمد ذويب كاتب ودكتور في تاريخ تونس المعاصر والراهن
مثلت الصين حالة استثنائية على الصعيد العالمي حيث بنت تفوقها ونهضتها الاقتصادية الجبارة باعتماد مواردها الذاتية وبسواعد أبنائها وليس على الاستحواذ والهيمنة ونهب الأمم والشعوب الأخرى كما فعلت دول أخرى. جاء الصعود العالمي للصين نتيجة إعادة القيادة الصينية ترتيب أولوياتها الإستراتيجية بعد نهاية الحرب الباردة لتعطي الأولوية لأهداف الجيوإقتصاد على حساب الجيوسياسة.
لئن شكلت فترة أواخر خمسينات القرن العشرين بداية ربط العلاقات التونسية الصينية بصفة مباشرة لتوطد أكثر فأكثر بمرور الزمن وترتقي تونس في السنوات الأخيرة إلى مرتبة الشريك الإستراتيجي للعملاق الصيني فإن العلاقات العربية الصينية تعود إلى قرون خلت حيث مثلت حركة السلع والأفكار رابطا أساسيا بين العرب والصينيين. علاوة على الترابط الوثيق والتقارب في المواقف بين تونس والصين خاصة في مستوى المواقف من القضايا الكبرى في العالم وربما يعود هذا إلى الخيارات الديبلوماسية المتشابهة والمعتدلة والرصينة لقيادات البلدين.
نتيجة لما يشهده العالم المعاصر والراهن من تحولات متسارعة وديناميكية سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة ونتيجة للتشابه في عدة خصوصيات بين الشعبين الصيني والتونسي فإن مجالات التعاون بين البلدين كبيرة وواسعة وقابلة لمزيد التطور ولها آفاق واسعة والتي تتجلى خاصة من خلال الإرادة السياسية لحكام البلدين من أجل المضي قدما في تطوير الشراكات في مختلف المجالات.
1-تاريخ العلاقات التونسية الصينية
حظيت العلاقات العربية الصينية بأهمية بالغة منذ القدم، فقد تعرف العرب على الشعوب الصينية منذ ما قبل الإسلام وارتبط الطرفان بمعاملات تجارية مثلت الرابط الأساسي في تاريخ العلاقات بينهما فكانت للعرب علاقات تجارية مع الصين عبر طريق برية من العراق شرقا إلى الصين عبر آسيا الوسطى وبحرية من العراق من خلال موانئ الخليج العربي. استمر هذا التواصل خلال العصور الإسلامية الباكرة منذ عهد النبوة وعصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية إذ كانت الصين معروفة لدى عرب الجزيرة العربية فوصلت إلى هناك وفود إسلامية عدة حرصت على استمرارية التواصل مع أباطرة الصين[ – مجموعة مؤلفين، العرب والصين مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى بيروت أكتوبر 2019، ص 29.].
كان لذلك أثره الكبير في وصول الدين الإسلامي إلى مناطق عديدة في الصين وساهم في تعزيز التجارة العربية الصينية في فترات لاحقة[ – محمود حسين (ناهد)، العلاقات السياسية العربيّة الصِّينيّة والأوضاع السائدة منذ صدر الإسلام حتى نهاية العصر الأموي، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، مجلد 32 عدد 01، 2022.].
ثم مع اكتشاف البرتغاليين لرأس الرجاء الصالح وسيطرتهم على جزيرة سوقطرة سنة 1507 تحولت طريق التجارة الدولية وقطعت أمام حركة التجارة البحرية بين العالم العربي والشرقين الأدنى والأقصى. إثر ذلك بفترة وجيزة خضع العرب للاستعمار العثماني ولم تستأنف العلاقات العربية الصينية إلا بعد قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949 وحصول الدول العربية على استقلالها تباعا بعد الحرب العالمية الثانية[ – مجموعة مؤلفين، العرب والصين مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى بيروت أكتوبر 2019، ص 13. ].
بسبب انقسام مواقف العرب إبان الحرب الباردة، تراوحت علاقاتهم بالصين في فترة 1949- 1989 بين التحالف والقطيعة وقد شكل اعتراف جمال عبد الناصر بحكومة الصين الشعبية سنة 1956 بدلا من حكومة تايوان إحدى نقاط الخلاف الكبرى بينه وبين الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور وفي الوقت نفسه لم تنشأ دول عربية أخرى على غرار المملكة العربية السعودية علاقات ديبلوماسية مع الصين حتى عام 1990.
لم تكن العلاقات العربية الصينية جديدة أو طارئة يمكن ربطها بحدث أو مسألة أو موضوع معين بل هي مسيرة طويلة تمتد لقرون غابرة تبادل فيها العرب والصينيون مختلف أنواع السلع والبضائع والثقافات التي كانت شاهدا على ما يمكن للعلاقات بين عوالم الشرق أن تنجزه وأن تحققه من نمط إنساني للعلاقات بين الشعوب[ – مركز دراسات الوحدة العربية، العلاقات العربية الصينية بحوث ومناقشات، الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الأوسط جامعة شنغهاي للدراسات الدولية – الصين، الطبعة الأولى ماي 2017، ص 15.].
واليوم صارت العلاقات العربية الصينية والاهتمامات المشتركة أكثر اتساعا خاصة بفعل ما شهدته الصين من قفزات هائلة على المستوى الاقتصادي جعلتها في مقدمة اقتصاديات العالم[ – موقع سكاي نيوز عربي ” متجاوزا التوقعات.. الاقتصاد الصيني ينمو 5.4% في الربع الأول”، 16 أفريل 2025.].
إن أحد أهم الأبعاد التي لا يمكن إغفالها في العلاقات العربية الصينية المعاصرة هو أنها لا تتم بمعزل عن التطورات التي يعيشها النظام الدولي على أكثر من مستوى وخصوصا نمط التفاعل وأنماط القوة والتأثير وازدياد حمى التنافس على الموارد وتصاعد نزعات عدم الاستقرار.
بالنسبة للعلاقات التونسية الصينية، لئن مثّل تاريخ التاسع من جوان 1964 أول تطبيع رسمي للعلاقات التونسية الصينية وذلك لما أدى وفد ديبلوماسي رفيع المستوى على رأسه رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي زيارة إلى تونس استغرقت يومين فإن هذه العلاقات تعود إلى فترة أعمق بكثير ولعل طريق الحرير الذي تأسس قبل أكثر من 2000 عام شاهد على الرابط القديم. وتشهد فسيفساء يين يانغ الصينية الموجودة في مجموعة متحف سوسة على تاريخ التبادل الثقافي بين البلدين[ – جريدة المغرب، في الذكرى الـ 60 للعلاقات الدبلوماسية التونسية الصينية.. الواقع والآفاق؟ روعة قاسم، 18مارس 2024.].
منذ انتصار الثورة الصينية العظيمة بقيادة المفكر والقائد ماو تسي تونغ، فتحت آفاق تاريخية واعدة بتأسيس جمهورية الصين الشعبية، في امتداد لعبقرية شعب ساهم بحضارة رائدة منذ أربعة آلاف سنة ألهمت البشرية معاني العطاء والابداع. ومع إنجازات الثورة الصينية العظيمة صحا العالم على واقع جديد وفكر وإنجازات موحية لشعب اقتحم بإرادته الحرة كل الصعاب المحلية وواجه باقتدار جميع الضغوطات والاكراهات الخارجية خاصة من قبل القوى الغربية الامبريالية وكان له ما أراد في كل مراحل المواجهة والتحدي.
ومنذ ذلك التاريخ توسعت دوائر التقدير والاحترام من قبل الشعوب لسياسة الدولة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي، وظلت هذه الشعوب تتطلع وتعمل من أجل إرساء تعاون بنّاء وفتح أذرعها لمساهمات الصين الشعبية في مواجهة أسباب التخلف وفي إقامة المشاريع الحيوية إيمانا من هذه الشعوب بنزاهة وحضارية المواقف الصينية، واعتزازا بماضي الصين وحاضرها الخالي من أي ضغوطات أو إملاءات في مسيرة البناء والتقدم على كل المستويات، خلافا لكل الممارسات الغربية الساعية إلى الهيمنة والتدخل في شؤون الشعوب وإثارة المشاكل والحروب.
ونتيجة هذا التوجه الحضاري الانساني على مدى توالي العقود أصبح الحضور الصيني يبشر الشعوب بعالم أكثر عدلا وإنصافا وحرصا على تجاوز العلاقات الظالمة التي عانت من ويلاتها البشرية طويلا بسبب عقلية الاستعلاء والابتزاز والاستعمار والنهب.
كانت البلاد التونسية من بين هذه الدول التي أدركت الآن وبعد سنوات طويلة من الهيمنة الفرنسية سياسيا اقتصاديا وثقافيا وتاريخيا أن العالم يتغير بسرعة نحو مواعيد تاريخية واعدة بالأمل والتقدم في ظل النهضة الصينية العملاقة ومواقف قيادتها الشجاعة في مساعدة الشعوب الصغيرة للفكاك من أسباب التخلف وظهرها مسنود بقوة في مسيرتها نحو مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ونشر ثقافة السلام والوئام لصالح البشرية جمعاء.
كما وجبت الاشارة في هذا المقام إلى أن من يزور بلدان القارة الافريقية يقف بالفعل أمام عظمة المجهودات الصينية في البناء وخلق فرص النماء حيث ارتفعت المنارات العلمية وتشكلت بنى تحتية عملاقة من مدارس ومستشفيات ومطارات في شكل هبات ومساعدات، ولا تفوتنا الاشارة على سبيل المثال لا الحصر إلى الصرح العملاق لمقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا الذي بنته الحكومة الصينية هدية لشعوب القارة فضلا عن بناء المقر الرئيسي للمراكز الافريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أديس أبابا[ – المشرقي (زهور)، العلاقات الصينية-التونسية: عقود من الصداقة والثقة وطموح واعد حاضرا ومستقبلا، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، 04 جوان 2024.].
وللتذكير فإن الصين قد قامت ببعث الصندوق الصيني الإفريقي لتشجيع المؤسسات على الاستثمار بالقارة الأفريقية منذ سنة 2007[- Bangui (Thierry), la chine, un nouveau partenaire de développement de l’Afrique, vers la fin des privilèges européens sur le continent noir ? préface de Anicet Georges Dologuelle, président de la BDEAC. L’Harmattan 2015. P 56.].
والملاحظ أن التونسي أصبح يُقبل بشكل واضح على التكنولوجيا والبضائع الصينية في تناغم مع مواقف الدولة الصينية المساندة لقضايا الشعوب. كما أن عديد السياسيين والخبراء يتطلعون إلى توسيع العلاقات التي بلغت من العمر ستين عاما فتشبّبت ولم تشب بين البلدين.. وستظل تونس والصين عنوانا للسلام والتعاون النزيه حاضرا ومستقبلا، تلوّنه رايات السلام والتعاون النزيه. يذكر أنه في العاشر من جانفي 2024، بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وجّه الرئيس قيس سعيّد رسالة تهنئة إلى سيادة الرئيس شي جين بينغ، أعرب من خلالها عن اعتزازه بإحياء هذه الذكرى التاريخية، وعن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تعزّزت خلال السنوات القليلة الماضية على المستوى الثنائي وكذلك في أطر إقليمية ودولية.
وأكد الرئيس سعيّد حرص تونس على تقوية وشائج الصداقة مع الصين الشعبية، والتأسيس لشراكات جديدة وواعدة في عدة قطاعات، بما سيساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أرفع المراتب. ويعتز التونسيون بالسياسة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية تقوم وفقا لمبدأ” رابح -رابح” من أجل تعزيز السلام والأمن العالميين والرخاء المشترك، وهي قيم تحققت فعلا في مشاريع كثيرة ومتنوعة سواء في تونس أو إفريقيا.
كما وقعت تونس في يوليو 2018 مذكرة تفاهم تتعلق بانضمامها إلى مبادرة “الحزام والطريق”، وعززت تونس والصين تعاونهما عبر مؤسسات عديدة من ضمنها منتدى التعاون الصيني الافريقي، وكذلك منتدى التعاون الصيني العربي، ومن بين انجازات الصين مؤخرا في تونس إنشاء مبنى الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بالعاصمة والتي نظرا لأهميتها دشنها الرئيس قيس سعيّد، بحضور وزير الخارجيّة الصيني وانغ يي ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، وهي عبارة عن إشارة قوية لتمتين العلاقات بين البلدين بعد جمود في الفترة السابقة برغم مساعي الصين ومقترحاتها لإنشاء مشاريع في تونس.[ – المشرقي (زهور)، العلاقات الصينية-التونسية… نفس المصدر.]
الجدير بالذكر أيضا أن الرئيس سعيّد كان قد التقى رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، في ديسمبر 2022 في الرياض، حيث شدد الرئيسان على أهمية تطوير سبل العمل المشترك وتعميق روابط الصداقة بين البلدين.
وأكد الرئيس بينغ أن “الصين تدعم الجانب التونسي بثبات في السير على الطريق التنموي الذي يتناسب مع ظروفه الوطنية، ويرفض التدخل في شؤونه الداخلية من قبل القوى الخارجية، ويثق بأن الجانب التونسي لديه الحكمة والقدرة على الحفاظ على الاستقرار والتنمية للبلاد، وهي مبادئ يستحسنها التونسيون الذين يتفقون مع مبدأ الصين في عدم التدخل في شؤون اي دولة”.
كما وجب التنويه والإشادة بالمبادرات الحضارية التي أطلقها سيادة الرئيس شي جين بينغ، في مواجهة التحديات العالمية، واقتراح حلول صينية لها ومن بينها مبادرة التنمية العالمية التي تم تقديمها في عام 2021، ومبادرة الأمن العالمي، فضلا عن كشف النقاب في 15 مارس عام 2013 عن “مبادرة الحضارة العالمية”، التي تجادل بأن الدول يجب أن “تمتنع عن فرض قيمها أو نماذجها الخاصة على الآخرين، وعن تأجيج المواجهة الأيديولوجية”. ودعا في إطار هذه المبادرة إلى “احترام تنوع الحضارات، والدفاع عن القيم المشتركة للإنسانية، والتقدير الشديد لميراث الحضارات وابتكارها، والتدعيم المشترك للتبادلات الشعبية والتعاون على الصعيد الدولي”.
وقال أثناء حديثه في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية “ظهرت البشرية التي تعيش في نفس القرية العالمية في نفس العصر الذي يلتقي فيه التاريخ والواقع، بشكل متزايد كمجتمع مصير مشترك يكون فيه لكل فرد في نفسه القليل من الآخرين”.
كما سبق لسيادة شيبينغ أن دعا في يناير عام 2017، إلى إرساء دعائم مجتمع مصير مشترك للبشرية خلال خطاب ألقاه في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حاثا جميع الدول على” بناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن المشترك والازدهار المشترك”، وهي مبادرات استقبلتها الشعوب بكل ارتياح وتقدير وأمل في تجسيد مضامينها[ – المشرقي (زهور)، العلاقات الصينية-التونسية… نفس المصدر.].
تاريخيا، يتواصل التعاون الصحي والطبي بين البلدين منذ أكثر من خمسين عامًا، من خلال برامج متنوعة شملت البعثات الطبية، والبنية التحتية الصحية، والطب التقليدي، ومكافحة الجوائح، والتدريب المتخصص حيث أرسلت الصين أول بعثة طبية إلى تونس عام 1974، ومنذ ذلك الحين، استمرت الفرق الطبية الصينية في تقديم خدماتها بشكل دوري، خاصة في المناطق الداخلية مثل القصرين وسيدي بوزيد وقبلي وتطاوين، مما ساعد في تخفيف الضغط عن المستشفيات الكبرى، وتوفير الرعاية الصحية في مناطق تعاني من نقص الكوادر الطبية. وبفضل وجود البعثات الصينية، شهدت تونس انتشارًا للطب التقليدي الصيني، لا سيما الوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب، وقد تم إدراج أقسام تجريبية للطب الصيني في بعض المستشفيات، لا سيما في جنوب البلاد، بإشراف أطباء مختصين من الصين.
من جهة أخرى، ساهمت الصين في بناء وتجهيز مؤسسات صحية تونسية، من أبرزها مستشفى الأطفال بمنوبة، الذي تم إنشاؤه كمنحة صينية غير مشروطة، إلى جانب تجهيز مراكز صحية محلية في المناطق الريفية. كما قدمت معدات طبية متطورة، شملت أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي (IRM)، ومختبرات، وسيارات إسعاف. وبعد انضمام تونس إلى مبادرة “طريق الحرير الصحي”، التي أطلقتها الصين لتعزيز التعاون في مجالات التدريب الطبي، والدعم التقني، والصناعات الدوائية، أضفى ذلك بُعدًا جديدًا على الشراكة الصحية بين البلدين.
أثبت التعاون التونسي-الصيني فاعليته خلال جائحة كوفيد-19، حيث كانت الصين من أولى الدول التي أرسلت مساعدات طبية شملت كمامات، وأجهزة تنفّس، وكواشف PCR. كما تم تنظيم لقاءات افتراضية بين أطباء البلدين لتبادل الخبرات في إدارة الأزمات الصحية، وتلقّت تونس دفعات من لقاحي “سينوفارم” و”سينوفاك”، ما ساعد على تسريع حملة التلقيح، خاصة في المناطق النائية.
تمثّل العلاقات الصينية-التونسية نموذجًا متوازنًا للشراكة بين دولة نامية وأخرى صاعدة، قائمة على المصالح المشتركة والمكاسب المتبادلة. ومع تسارع التحوّلات الدولية، تبرز تونس كشريك استراتيجي موثوق ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، ومن المتوقّع أن تشهد العلاقات مزيدًا من التطور، بما يعزّز دور تونس كلاعب محوري في شبكة التعاون الدولي متعددة الأبعاد[ – خضور (رغد)، تونس والصين.. شراكة استراتيجية على طريق الحرير، شؤون أسيوية، مجلة مركز الدراسات الآسيوية والصينية، 29 جوان 2025.].
بحكم الروابط المشتركة بين الشعبين تتعدد مجالات التعاون التونسي الصيني لتشمل عدة مجالات تبشر بأفاق واعدة في علاقات البلدين.
2-مجالات التعاون التونسي الصيني
في 10 جانفي 1964، أقامت الصين وتونس علاقات دبلوماسية رسميّا، ومرت الآن أكثر من ستين عاماً على إقامة الصداقة بين البلدين. وبغض النظر عن تغيرات الأوضاع الدولية على مدار العقود الماضية، يظل تطور العلاقات بين البلدين مستمر وبخطى واثقة.
تتمتع الصين وتونس بعلاقات صداقة تاريخية راسخة. وبمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس والذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، أعلن البلدان عن إقامة شراكة إستراتيجية من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية. وفي المستقبل، سيبذل البلدان أقصى جهودهما لإثراء محتويات التعاون الصيني – التونسي، وبناء شراكة إستراتيجية جديدة تغطي مختلف المجالات، وارتقاء العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى.
أكد رئيس الصين شي جين بينغ على أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 60 عاما، ظلت الصين وتونس تحترمان وتدعمان بعضهما البعض، وتتبادلان المنافع وتشاركان في السراء والضراء. إن مواصلة تعزيز العلاقات الصينية – التونسية تتماشى مع المصالح الأساسية والتطلعات المشتركة للشعبين. كما أوضح الرئيس التونسي سعيّد أن تونس والصين تربطهما صداقة عميقة وأفكار مشتركة وتعاون مثمر في مختلف المجالات، وتتطلع تونس إلى تلقّي المزيد من الدعم من الصين في عملية التنمية الوطنية وتكثيف التعاون في مختلف المجالات.
إن إقامة الشراكة الإستراتيجية بين الصين وتونس ترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي جديد وتفتح مستقبلاً أفضل للعلاقات الصينية التونسية.[ – جريدة الصباح التونسية، بين تونس والصين.. مشاريع واعدة في الصحة والنقل، الأحد 23 فيفري 2025.]
تتحد الصين وتونس في حماية المصالح الأساسية المشتركة بينهما، ويدعم البَلَدان بعضهما البعض بثبات في شأن الدفاع عن سيادة البلدين وسلامة أراضيهما، ويعارضان تدخلَ الدول الأخرى في شؤون الداخلية. وتلتزم تونس بقوة بمبدأ “الصين الواحدة” وتدعم جهودَ الصين لتحقيق إعادة التوحيد الوطني وحماية المصالح الأساسية.
كما تدعم الصينُ السياسات والتدابيرَ التي تنفذها تونس للإصلاح وحماية السيادة واستكشاف مسار التنمية المناسب حسب ظروفها الوطنية. إن الدعم المتبادل بين البلدين لا يعكس الثقة السياسية العميقة المتبادلة بين البلدين فحسب، بل يُرسي أيضًا أساسًا متينًا لتنسيقهما في الشؤون الدولية. تعمل الصين وتونس معاً على توسيع التعاون متبادل المنفعة. إن تونس من الأعضاء الأوائل في “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية”، وتم توقيع البَلَدين على مذكرة التفاهم بشأن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” عام 2018.
وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق”، يعمل البَلَدان على استكشاف أفضل طُرق التعاون بشكل عميق، وتحسين توزيع الموارد، وتوثيق التبادلات الاقتصادية والتجارية، وذلك لا يساعد فقط على التنمية الاقتصادية في تونس فحسب، بل يوفّر أيضًا فُرَصًا جديدة للشركات الصينية بشأن توجهها نحو العالمية.
وفي الوقت الحاضر، أصبحت الصين أحدَ الشركاء التجاريين الرئيسيين لتونس. وفي المستقبل، سيواصل التعاون بين البلدين في البنية التحتية والطاقة المتجددة والبحث العلمي وغيرها من المجالات، بينما ستُواصل الصينُ دعم تونس في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يعمّق التبادلات بين البلدين في كافة المجالات مثل الصحة والتعليم والسياحة وغيرها.
شدّد رئيس الصين شي جين بينغ والرئيس التونسي سعيّد على أنهما مستعدّان لتنشيط عملية المواءمة الإستراتيجية والتعاون في مختلف المجالات في المستقبل، ومن المؤكد أن آفاق التعاون بين الصين وتونس ستكون أوسع. وقد تعلّمت الصين وتونس من بعضهما البعض، وهما تتواصلان الخبرة أيضاً في الترابط الشعبي. تتمتع الصين وتونس بالحضارات القديمة وبتاريخ طويل من التبادلات الثقافية والشعبية، وكلاهما جزء مهم في خريطة الحضارة الإنسانية.
تعدّ تونس من أوائل الدول العربية التي قامت بدمج اللغة الصينية رسميًا في أنظمتها التعليمية الوطنية، كما تنفذ تونس تدبير السفر بدون تأشيرة للسياح الصينيين، مما يسهل التبادلات الشعبية بين البلدين. وتستمرّ الصين وتونس على مواقفهما في كثير من المجالات، وتحافظان على العدالة والإنصاف الدوليين. إن الصين وتونس دولتان ناميتان تدعمان تعزيز القيم المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء، كما تلتزمان بتعدّدية الأطراف الحقيقية، وترفضان ممارسة سياسة الكتل أو المواجهة بين المعسكرات، وممارسة الهيمنة وسياسة القوة، وازدواجيةَ المعايير.
ويدعو البَلَدان إلى بناء عالمِ متعددِ الأقطاب المتساوية، والعولمةِ الاقتصاديةِ الشاملة، وإرساءِ أساسٍ جديدٍ للعلاقات الدولية القائمة على المساواة والتضامن، وتكافؤ الفرصِ والفوزِ المشترك، والعملِ معا على بناء المجتمع الصيني التونسي ذي المصير المشترك. وبالنسبة للقضية الفلسطينية، تتخذ الصين وتونس مواقفَ متّسقةً للغاية، حيث يُدينُ البَلدان الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، ويدعمان القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ويدعمان بشكلٍ كاملٍ حصولَ فلسطين على العضويّة الكاملة في منظمة الأمم المتحدة[ – جريدة الصباح التونسية، بين تونس والصين…، نفس المصدر.].
تتنوع مجالات التعاون بين تونس والصين لتشمل مجالات عدة مثل الصحة، التعليم، التكنولوجيا، والاقتصاد.
تشمل مجالات التعاون الرئيسية دعم الإصلاحات في تونس، وتعزيز التعاون في مجالات الطب التقليدي والحديث، والتكنولوجيا، والفلاحة، والتصرف في الموارد المائية، والاقتصاد الأخضر والرقمي، والتصنيع، وتكنولوجيا الاتصال، والطاقات المتجددة ومن أهم مجالات التعاون المشترك بين تونس والصين نذكر:
مجال الصحة:
يشمل التعاون في الطب التقليدي والحديث، والتطبيب عن بعد، والطب الشخصي، والعلاج الجيني، والذكاء الاصطناعي، ودعم سياسة الصحة العامة، خاصة في مجالات التلقيح ومكافحة الأوبئة وإدارة المستشفيات، بالإضافة إلى تكثيف التكوين المستمر للإطارات الطبية والشبه طبية.
مجال التكنولوجيا:
يشمل التعاون في الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجالات ذات أولوية مثل الفلاحة، والتصرف في الموارد المائية، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والتصنيع، وتكنولوجيا الاتصال.
مجال الطاقة:
يشمل التعاون في تطوير الطاقات المتجددة وتبادل الخبرات في الإدارة البيئية.
مجال التنمية المستدامة:
يشمل التعاون في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية أجندة 2030، وتعزيز التنمية الاقتصادية القائمة على التضامن والعدالة الاجتماعية.
مجال التجارة والاستثمار:
يشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وشركائها، واستغلالها لربط جسر استثماري هام.
مجال التعليم:
يتطلع الجانبان إلى رفع مستوى العلاقات الثنائية من خلال التعاون في مجال التعليم.
دعم الإصلاحات في تونس:
يدعم الجانب الصيني بثبات الإصلاحات والإجراءات السيادية التي اتخذتها تونس. كما كشفت قاعدة البيانات الإحصائية لتجارة السلع الأساسية للأمم المتحدة عن ارتفاع هائل في مستوى التبادل التجاري بين تونس والصين بداية من سنة 2000 الى 2010 من 250 مليون دينار الى 1530 مليون دينار. سنة 2011 كسرت الصادرات الصينية الى تونس حاجز الملياري دينار في نسق تصاعدي ملفت بلغ 4330.6 مليون دينار سنة 2017 وظلت الصادرات التونسية الى السوق الصينية ثابتة تقريبا.
وقد برزت الصين ضمن قائمة الشركاء التجاريين العشر الأوائل سنة 2008 ب 3.7% من اجمالي واردات تونس ثم تقدمت للمرتبة الثالثة سنة 2011 في انتظار مزيد من العمل على دفع الجانب الاقتصادي أكثر فأكثر.
3- آفاق العلاقات التونسية الصينية
يؤكد خبراء الاقتصاد في تونس إمكانية دفع الشراكة الاقتصادية نحو ما هو أفضل لتكون الصين في قائمة الدول التي تستثمر بنشاط أكبر في تونس من خلال الترفيع في عدد الشركات الصينية الناشئة في بلادنا والرفع من حجم الاستثمارات وأيضا المبادلات التجارية. ولعل نجاح شركة هواوي الصينية العملاقة للهواتف المحمولة في تونس، وتغطيتها لما يقارب 15 في المائة من السوق المحلي للهواتف الذكية خير دليل على مرونة التعامل في هذا الاتجاه[ – موقع الحصري، تونس والصين 60 سنة من الصداقة والتعاون.. في انتظار المنعرج القادم، 29 مارس 2024.] .
في أطار ترتيب الأولويات، جعلت الصين من المصلحة الاقتصادية في الحفاظ نسبة نمو عالية ومستقرة هدفا أساسيا تليه المصلحة السياسية في الدفاع عن السيادة الوطنية وتحصيل مكانة القوة الكبرى في العالم[ – dalzell swaine ( michael) , « china, domestic change and foreign opliticy », published by rand for the office of the secretary of defence, santa monica 08 mars 1995, p 81.].
تتميز العلاقات التونسية الصينية بوجود شراكة استراتيجية، مع رغبة مشتركة في تعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل الصحة والنقل والتنمية الخضراء والتعليم. تسعى تونس للحصول على دعم صيني إضافي لتنميتها الوطنية. تلتزم تونس بسياسة “الصين الواحدة”.
تسعى تونس والصين إلى تعميق التعاون في مجالات حيوية مثل الصحة، والنقل، والتنمية الخضراء، والتعليم.
دعم التنمية الوطنية التونسية: تتطلع تونس إلى دعم صيني أكبر لتحقيق أهدافها التنموية.
توسيع نطاق الشراكة: هناك طموح لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة من خلال التعاون في مجالات أوسع.
الاستفادة من الخبرات الصينية: يمكن لتونس الاستفادة من الخبرة الصينية في مجالات التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا.
الاستثمار الصيني في تونس: يمكن أن يشهد الاستثمار الصيني في تونس نموًا في المستقبل، خاصة في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة.
التبادل الثقافي والتعليمي: يمكن تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين للاستفادة من التنوع الثقافي وتعزيز التفاهم المتبادل.
تحديات محتملة:
الفجوة التنموية: قد يكون هناك تحديات في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، خاصة مع التركيز على التنمية الخضراء.
المنافسة الإقليمية: قد تواجه تونس منافسة من دول أخرى في أفريقيا في جذب الاستثمارات الصينية.
التعقيدات السياسية: قد تواجه العلاقات بعض التعقيدات السياسية، خاصة فيما يتعلق بسياسة “الصين الواحدة”.
بشكل عام، هناك آفاق واعدة للعلاقات التونسية الصينية، مع إمكانية تحقيق المزيد من التعاون والتطور في المستقبل.
آفاق سياحية واعدة
تخطط تونس لاستقطاب أكثر من 100 ألف سائح صيني في افق سنة 2026 مقابل 30 ألف حاليا بحسب تصريح اعلامي لأحمد بالطيب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحية موضحا أنّ تونس وجهة حضارية وتتوفر على مقومات السياحة في مختلف جوانبها الصحراوية والعلاجية والثقافية بالإضافة إلى إتقان شعبها عديد اللغات.
وللغرض ابرمت الجامعة مطلع فيفري 2025 اتفاقية مع الرابطة الدولية للابتكار في التعليم بين الصين وشمال إفريقيا، والتي تمثّل أكثر من 200 مؤسسة صينية في كل ما يتعلّق بالتدريب ولاحظ أنّ السوق الصينية هي من الأهمية بمكان، لا سيما أنها تدعم استمرارية الحركة السياحية في تونس وقدوم الزوار الصينيين دون ارتباط بالسياحة الموسمية. يشار الى أن الصّين هي المصدر الأول للسياح في العالم خلال سنة 2023 بنحو 87 مليون سائح أنفقوا قرابة 200 مليار دولار في الدّول التي زاروها.
ومن أبرز المشاريع الصينية في تونس:
المدينة الصناعية الصينية – جبل الوسط: مشروع استراتيجي في إطار مبادرة الحزام والطريق، لا يزال في طور الدراسة.
مشاريع البنية التحتية: بمشاركة شركات كبرى مثل CSCEC وCMEC، تشمل طرقًا وجسورًا وتطوير السكك الحديدية والموانئ.
قطاع الطاقة: هناك اهتمام متزايد بمشاريع الطاقة الشمسية، وتحلية المياه، وتطوير الشبكات الذكية.
الاتصالات: تلعب شركة هواوي دورًا مهمًا في تحديث البنية التحتية، لا سيما في مشروع الجيل الخامس بالشراكة مع “اتصالات تونس”.
كذلك توفر الصين لتونس تمويلات ميسّرة لمشاريع تنموية تشمل بناء مستشفيات، وتجديد مؤسسات تعليمية، وتحديث منظومة النقل. كما قدّمت منحًا غير مستردة لمشاريع حيوية، منها مستشفى الأطفال بمنوبة، ومرافق جامعية وتعليمية.
الحزام والطريق… بُعد استراتيجي جديد
منذ انضمام تونس إلى مبادرة الحزام والطريق عام 2018، اكتسب التعاون بين البلدين طابعًا استراتيجيًا، خصوصًا في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، من خلال تطوير الموانئ ومشاريع الربط السككي والبحري لتعزيز دور تونس كمركز لوجستي.
إلى جانب ذلك، تدعم الصين إنشاء مناطق صناعية وتجارية حرّة موجّهة للتصدير نحو الأسواق الإفريقية. وتُعدّ تونس بوابةً مهمة لإفريقيا وأوروبا، مما يجعلها نقطة محورية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البحري، خاصة من خلال ميناء رادس وميناء النفيضة مستقبلًا. وفيما تشجّع الصين الشراكات مع الجانب التونسي لنقل التكنولوجيا في مجالات الاتصالات والطاقة والرقمنة، تشارك تونس في عدد من المشاريع النموذجية للتعاون الصيني-الإفريقي.
ورغم الفرص المتاحة، تواجه العلاقات الاقتصادية الصينية-التونسية العديد من التحديات، منها العجز التجاري المتزايد، والانتقادات المتعلقة بجودة بعض المنتجات الصينية، فضلًا عن محدودية حجم الاستثمارات مقارنة بإمكانيات التعاون.
طريق الحرير الثقافي
بدأ التعاون الثقافي رسميًا بين البلدين بتوقيع أول اتفاقية عام 1966، وتوالت بعدها سلسلة من التحديثات لتشمل تبادل الفرق الفنية، وتنظيم أسابيع ثقافية، ودعم الترجمة والنشر، وتعليم اللغات. وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق”، انخرطت تونس فيما يُعرف بـ”طريق الحرير الثقافي”، من خلال تبادل زيارات الكتّاب والفنانين، وتنظيم معارض فنية مشتركة، والتعاون في مشاريع ترميم التراث. وقد انضمت الجامعات التونسية إلى “تحالف جامعات الحزام والطريق”، الذي يضم أكثر من 150 جامعة من آسيا وإفريقيا وأوروبا.[ – خضور (رغد)، تونس والصين.. شراكة استراتيجية على طريق الحرير، شؤون أسيوية، مجلة مركز الدراسات الآسيوية والصينية، 29 جوان 2025.]
نتيجة لقواسم مشتركة منها التاريخية والحضارية والسياسية والديبلوماسية شهدت العلاقات التونسية الصينية ولازالت تشهد تطورا ملحوظا بلغ كل المجالات تقريبا وله آفاق واعدة خاصة في ظل توفر الإرادة من قبل قيادتي البلدين وشعبيهما من تطوير التعاون ويأتي ذلك في إطار بروز الصين كقوة عالمية رائدة على جميع المستويات واستفادة تونس من زخم حضاري كبير ومن موقع إستراتيجي هام كبوابة لقارة أفريقية ومنصة تطل على القارة الأوروبية.